من بين رسائله المبعثرة و التي كبح نفسه بشدة كي لا يُرسلها كانت هذه الرسالة ؛
بعيدًا عن أدب الرسائل وعن قواعدها أكتب لك هذه المرة في هذه الليلة ولا أعلم في أي وقت ستقرئينها ، إن كُنت لا تُمانعين العودة معي إلى الوراء قليلًا ، في زمنٍ خلى من كُل المُنغصات و المآسي الحالية و التي سلبتك أجمل أيامك .
ملاحظة** أرجوك لا تأخذي عني فكرة سيئة و يغلبك الظن بكوني إنسانٌ غرقت روحه في الظُلمة وتشربت السوداوية ، أكتب فقط لأن الكلمات تقفز أمامي بإرادتها التامة .
كُعملة بوجهين كُنا معًا ، نركض هنا و هُناك بكل بهجة و إطمئنان فلا يوجد ما يدعونا للقلق ، بقينا على حالنا فترة من الزمن حتى حدث ما حدث ؛ لأول مرة في حياتي ألاحظ شخصًا آخر غيرك حولي ، ساكنًا في مكانه في إنتظار ملاحظتي له ، بوجهه الخالي من أي شعور من أي بهجة وأي معنى آخر أستطيع وصفة ، انتظرت مغادرتها حتى أستطيع محادثته ، مع اقترابي منه ظهرت علامات الإستياء عليه ،كأنما كُنت شبحًا يترصد به لإلتهام روحه أو أي فعلٍ مشين آخر ،
جلست على ذات المقعد بجانبه بإبتسامة بلهاء تعلو وجهي لتُقابل بإرتفاع حاجبه الأيسر في محاولة إيصال مدى إستيائه من إبتسامتي ، ومع ذلك مازال وجهي مشدودًا حتى أذني و صف أسناني بأكمله يلتمع خارجًا أمام ناظريه، حتى تخلى عن صمته ونطق أخيرًا ؛ لماذا تبدو في غاية السعادة معها.؟ وتصف لها العالم وكأنه يخلو من الأحزان والآلام .؟
لماذا تغرقها في بحر أوهامك وترجو منها أن تبدي سعادتها على كل شيء آخر وأنت تعلم في قرارة نفسك بأنك لا تحمل ثمن تلك السعادة وهي ثقيله عليك كما هي مستحيله لها ، هل تدرك مدى سذاجة أفكارك.؟
هل تدرك مدى غبائك.؟
.
مع كل كلمة كانت تخرج من فمه تقلص الشد في وجنتي ، وشعرت كما لو أن أحدهم يدحرج حجرًا ضخمًا على قلبي مئات المرات .
.
في ذلك اليوم عرفت ذلك الجانب المغمور في الظلمة من روحي ، والذي كذبت بشأنه في البداية ، كي لا تتوقفي عن قراءة رسائلي ، كي لا تشعري بالخيبة مني ، كي تعودي إلي .
.
-معنون بلا عنوان
.