ثمانية أيام قبل الحدث ؛
توجهت لعيادة النساء و الولادة لحضور موعدي المعتاد في نهاية كُل شهر .
.
كالعادة موعد روتيني بدايةً من الإنتظار الذي لا طائل منه ، مرورًا بقسم الأشعة و المختبر ، الى ان توجهت للطبيب المراجع لكي ينتهي صباحي الطويل بعد
اسأله روتينية و معلومات مكررة في كل موعد انتهت بسلام ثم غادرت العيادة .
.
بعد وصولي للسيارة و استعدادي للمغادرة وردني اتصال من رقم غريب ، تلقيت الاتصال على عجابة حتى لا انشغل عن قيادة السيارة وكان الطبيب المشرف على مواعيدي ، اخبرني بضرورة العودة إليه لأمر طارئ ، عُدت على عجل وإنتظرت خارج العيادة حتى خرجت المرآة التي تسبقني .
.
دخلت العيادة على عُجالة حتى ينتهي ذلك الموعد الطويل واعود لِوِسادتي الدافئة ، بمقدمة غريبة سألني إن كُنت بخير ولا اشكو من أي أمر ، ثم إستطرد لفحوى طلبه بالعودة كالتالي ؛ ” أود إخبارك بأن حاله الجنين تستدعي ضرورة إجراء عملية قيصرية و اختيار موعد قريب لذلك ” ، وقفت مذهولة ولا مصدومة في آنٍ واحد ولا اعرف بماذا أُجيب ، وفي غمرة ذهولي اخبرني بضرورة سرعة اتخاذ القرار و التوقيع قبل خروجي من عيادته.
.
لحظات غريبة مرت و كأنها تُختبر مهارتي في التعامل مع القرارات المُفاجئة ، اخبرته بموافقتي و تقديم سلامة جنيني على رغباتي ، ثم وقعت الأوراق اللازمة و عدت للمنزل .
.
أيام معدودة انقضت حتى اليوم المنتظر، مرت على عُجالة من أمرها مابين تجهيزات نهائية وتجهيزات نفسية .
.
يوم الثلاثاء ذهبت للتنويم قُبيل الولادة بيوم ؛ اجراءات روتينية و تحاليل مخبرية لا نهائية.
.
الأربعاء الموافق ١١/٢٨ من الصباح الباكر بدأت التجهيزات و كان وقت الولادة المتوقع مابين الساعة السابعة صباحا و الواحدة ظهرًا ، انقضت الساعات ببطئ شديد مُثقلة بالقلق و التوتر اللانهائي .
.
الساعة الثالثة عصرًا شقت صرخة صغيرة الصمت القلق لغرفة العمليات و قدِمت ملاذ لتزيد حياتي بهجةً و حباوة .
.
.
بشرى الثبيتي